اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 113
إلزاما وتبكيتا اشْهَدُوا ايها المنكرون الجاحدون بِأَنَّا لا أنتم مُسْلِمُونَ موحدون مؤمنون بالله مصدقون بجميع ما جاء من عند الله ثم قل لهم يا أكمل الرسل مناديا لهم على سبيل الإلزام
يا أَهْلَ الْكِتابِ المفرطين المسرفين لِمَ تُحَاجُّونَ وتجادلون عنادا ومكابرة فِي شأن جدي إِبْراهِيمَ الخليل بانه يهودي او نصراني وَالحال انه ما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ المبين لليهودية وَالْإِنْجِيلُ المبين للنصرانية إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ بمدة متطاولة أَفَلا تَعْقِلُونَ أنتم ايها المكابرون في هذه الدعوى ولا تتنبهون بكذبها وعدم مطابقتها للواقع
وبالجملة ها أَنْتُمْ ايها الحمقاء العمياء في امور الدين هؤُلاءِ الهلكى الضالون المصرون على الكفر والعناد قد حاجَجْتُمْ وجادلتم فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ مذكور مثبت في كتابكم من بعثة محمد صلّى الله عليه وسلم وحليته وأوصافه فتغيرونه وتحرفونه مكابرة وعنادا بعد ما ظهر عندكم صدقه وحقيته فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ مثبت مذكور في كتابكم من يهودية ابراهيم ونصرانيته فتغيرونه وتنسبون الى كتابكم ما لم يذكر فيه افتراء ومراء وَبالجملة اللَّهُ المطلع الغيور يَعْلَمُ منكم ما حرفتم وما افتريتم ويعاقبكم على مقتضى علمه وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ولا تعتقدون بعلمه على ما فرطتم فيه
ثم قال سبحانه ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا لان موسى عليه السّلام انما جاء بعده بألف سنة وَلا نَصْرانِيًّا لان عيسى عليه السّلام انما جاء بألفي سنة وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مائلا عن كلا طرفي الإفراط والتفريط مثل افراط اليهود والنصارى في عزير وعيسى وتفريطهم في انكار محمد صلّى الله عليه وسلّم بل كان مُسْلِماً معتدلا مستويا على صراط العدالة والتوحيد وَما كانَ في حال من الأحوال مِنَ الْمُشْرِكِينَ الضالين عن طريق التوحيد بنسبة الحوادث الكائنة في الأقطار الى الأسباب والوسائل العادية اصالة واستقلالا
وبالجملة إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ وأقربهم دينا وأشدهم محبة ومودة لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ من أمته وتدينوا بدينه وملته وامتثلوا بجميع ما جاء به من عند ربه وَهذَا النَّبِيُّ المبعوث من شيعته المنتسب الى ملته المنشعب من اهل بيته وزمرته وَالَّذِينَ آمَنُوا بهذا النبي وبكتابه الناسخ لعموم الكتب السالفة المبين لطريق التوحيد الذاتي وَاللَّهُ الهادي لعموم عباده الى جادة توحيده وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ الموحدين الذين يريدون وجه الحق في عموم أحوالهم ومقاماتهم لذلك ينصرهم ويولى امور دينهم بحيث لا يشغلهم عن التوجه نحوه مزخرفات الدنيا الشاغلة العائقة عن التوجه الحقيقي
ثم قال سبحانه وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لخباثة نفوسهم وشدة بغضهم المرتكز في قلوبهم حسدا عليكم وعلى ظهور دينكم لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ويحرفونكم تغريرا وتلبيسا عن جادة الشريعة وسبيل الايمان والتوحيد نزلت في اليهود حين دعوا حذيفة وعمارا ومعاذا الى اليهودية وَالحال انهم ما يُضِلُّونَ باضلالهم هذا إِلَّا أَنْفُسَهُمْ إذ يضاعف عليهم العذاب بسبب هذا الإضلال وَهم ما يَشْعُرُونَ ضرر هذا الضلال والإضلال ونكاله
ثم قال سبحانه امحاضا للنصح يا أَهْلَ الْكِتابِ المدعين الايمان بموسى وعيسى عليهما السّلام والتصديق بكتابهما لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ المنزلة فيهما الناطقة على بعثة محمد صلّى الله عليه وسلّم وَالحال انه أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ فيهما أوصافه ونعوته وتنتظرون الى ظهوره وبعثته وبعد ما ظهر وبعث لم انكرتم عليه عنادا وكفرتم به استكبارا ومع ذلك قد غيرتم وحرفتم كتابكم عنادا ومكابرة
يا أَهْلَ الْكِتابِ المحرفين لكتاب الله لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ الظاهر البين المكشوف المنزل من
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 113